حَـكَايَـة من حِفْنَة جُنُونْ





حَـكَايَـة من حِفْنَة جُنُونْ





سأسرد لكم حكاية
حدثت في قديم الزمان وسالف العصر والآوان
كانت "ايزابيلا" وحيدة والديها
ولسبب ٍ ما تركوها عند جدتها الحنون


طالما عشقت ايزابيلا غموض غابات الأمازون
حيث الأشجار الطويلة المتقاربة و الأغصان الشائكة
قمة المتعة عند ايزابيلا أن لاتعرف ماقد تلقاه عندما تجوب تلك الغابات
ذات يوم ،، كعادتها لبست ردائها الأحمر ،، وشقت طريقها نحو الغابة
فإذا بها ترى ذئباً ،، ذئباً ناطقاً
كان هذا الذئب يتمتم كلمات لم تكن مفهومة بالنسبة لِايزابيلا
لكنها كانت متيقنّة أنه ذئباً ناطقاً
بكل جرأة سألته
- ما يشغل بالك؟
- .....
- سمعت تمتمتك وأعرف أنك ذئباً ناطقاً، مايشغل بالك؟
 أحس الذئب بأمانٍ غريب، فقال:
- كنت أمشي على قدمين، حتى غدُر بي وشربت محلولاً سحرياً فأصبحتُ على أربعاً
- ألا لذاك المحلول ، محلولاً ذو مفعولٍ عكسي؟ ،  سألت ببرآءة.
- هذا ما أبحث عنه، قيل أنه رجلاً يصنعه، يقطن في المنطقة بعد هذه الغابات
- وما الذي يمنعك من الذهاب؟
- أحتاج إلى رفيق يعينني
راقت لها فكرة مرافقته، لا تستطع محاربة إحساسها بالإثارة والمغامرة
- سأرافقك
- ما الذي يدفعك لمرافقتي؟
- أجابت بعبث: أتوق إلى مغامرةٍ جديدة


مضيا في طريقهما، تحدثوا وكأنهم على معرفة من قبل
شرح لها حياته قبل أن يصبح ذئباً ، كان يدعى بيتر
ايزابيلا بدورها تحدثت عن أهلها، حبها لغابات الأمازون
تشابهت هواياتهم، حبهم لنفس الكاتب
أحست بالراحة ، وعبرت عن كل ما يخالجها بطلاقة وحرية
كان بيتر مستمعٌ جيد، لم يسخر من أفكار ايزابيلا المتطرفة
وأعجب ايزابيلا تلك الخصلة فيه


إلتقوا بعدة أشخاص،، منهم من عجب من ايزابيلا كونها تُصيّر ذئباً حيواناً أليفاً
ومنهم ظن أنها مختلة عقلية كونها تحادث سفيهاً!


بالرغم من كل ذلك ،، لم تبد ايزابيلا أي اهتمام
ومضت في طريقها مع بيتر الذئب
عندما صعدوا الجبل، دخلوا إلى كهف شديد العتمة
لحسن الحظ أن في حوزة ايزابيلا مصباح كهربائي، مضوا في طريقهم حتى وصلوا إلى العجوز
فقال لهم:
- ما يجعلكم تخاطرون بأنفسكم وتأتون إليّ؟
- أريد أن ترجعني كما كنت،، إنساناً
تعجب العجوز من وجود ايزابيلا و أردف قائلاً:
- وما شأن هذه الفتاة؟
قال بيتر:
-مُرافقة
كانت ايزابيلا واقفة بعيدة عن بيتر والعجوز متأملة غموض هذا الكهف، ولم تكف التفكير عن السبب الذي جعل من هذا العجوز أن يسكن في كهفٍ كهذا و فوق جبلٍ كهذا!!

قال العجوز لبيتر:
-لن تكون عملية إرجاعك لسابق عهدك سهلة
-لايهم،المهم أن أعود
-عليك أن تشرب عصير من تيوليب الجبل ،هذا الشراب سيجعلك تشعر بوجع كبير، أمستعد لذلك؟
قال بعد زفير عميق:
-مستعد...
لم تسمع ايزابيلا الحوار الذي دار بين بيتر والعجوز , فقد كانت منهمكة في أفكارها

صرخ بيتر صرخة ألم، تقلب يميناً وشمالاً كالذي يتخبط من مسٍ شيطانيّ
شهقت ايزابيلا لمنظر بيتر وراحت تصرخ للعجوز:
-ماذا فعلت به؟! لماذا يصرخ هكذا؟!
لم يجبها العجوز، حاولت الاقتراب من بيتر لكن منعها العجوز من الاقتراب
تتابعات صرخات بيتر الموجعة
غاب عن الوعي
إقتربت ايزابيلا منه، لم يتغير
حزنت ايزابيلا فقد شغفت لأن تراه على هيئة إنسان

داعبت شعره ، كان ناعم الملمس
سقطت دمعة من عينيها جعلته يفيق

قفز وخرج من الكهف ،، أخافها عواءه
تمالكت نفسها و سألته:
بيتر ، أنا أسفة لم ترجع كما...

بيتر أو الذئب لم يكن كما كان من قبل ،، أخافها ذلك
حاولت من جديد
-بيتر!
-.......
اقترب ببطء وعوى مرة أخرى
أرعبها اقترابه منها ، لكن لا مفر

إنقض عليها ،، و أفترسها بوحشية محزنة




الذئب يبقى ذئبا مهما تغيرت الظروف

تـمت

 

هناك 4 تعليقات:

  1. لا أحبّذ النهايات الحزينة .. !
    على الرّغم من ذلك ..
    لم اتوقّع نهاية كهذه ..!
    نفتقد إلى مثل تلك القصص ذو روح ْ غير تقليدي ..
    :
    :
    :
    جفاف حرفُكِ قد يُعتَبر جُرْمًا في حَقّ الأدَبْ :)

    ردحذف
  2. إن أجرمت بحرفي ,, فهنيئاً لي تلك الإدانة

    شاكرة لكم وقوفكم في محطتي


    فاطمه

    ردحذف
  3. قصة جميلة او تغير جيد لمسار القصة الأصلية .. ما توقعت النهاية مأساوية .. في آديب آيرلندي أسمه James Joyce هذا دائم نهاية قصصة مأساوية او غير متوقعة أبداً .. تعجني النهاية الغريبة و من وجهة نظري المتواضعة بأن النهاية المفاجأة بالقصة تجعلها أكثر اقبل للقرأه و تبقى بالذاكرة مدة أطول .. و ابدعتي ابدعتي ابدعتي 

    تحمليني شوي :) عندي سؤال ليش أخترتي أسم " ايزابيلا" ؟!!!!!

    أسف جداً على الأطاله.
    تقبلي زحمتي ؛)

    ردحذف
  4. وأنا أتفق معكم ,النهاية الغريبة(لن أستخدم كلمة مأساوية :)) أجمل أو بالأحرى ترينا الجانب الآخر من كل شي متوقع!

    ايزابيلا... لا سبب معين .. الاسم الوحيد الذي خطر ببالي لحظة كتابة هذه القصة!

    أشكر تواجدكم ,, وأشكر تلك الزحمة الجميلة

    دمتم

    ردحذف